وذكر شهود عيان أن المتظاهرين يتوافدون على الساحة الرئيسية في
درعا لمواصلة الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات في البلاد.
وذكرت رويترز نقلا عن شهود أن ثلاثة من الشبان المحتجين صعدوا إلى ما تبقى من تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي حطمه المحتجون أمس الجمعة ورفعوا لافتة ورقية كتب عليها شعار "الشعب يريد إسقاط النظام".
كما أحرق محتجون مبنى
حزب البعث ومركزا للشرطة بقرية طفس القريبة من درعا, أثناء تشييع آلاف الأشخاص جنازة محتج قتل أمس الجمعة في درعا.
وكانت الاحتجاجات قد انتشرت أمس في أنحاء سوريا فيما وصفته رويترز بتحد لحكم أسرة الأسد المستمر منذ أربعين عاما, بعد أن قتلت القوات السورية متظاهرين في جنوب البلاد.
وقد شهدت مدينة درعا مظاهرات حاشدة ومواجهات, بعد أن شارك عشرات الآلاف في تشييع جنازات بعض القتلى وهم يرددون "حرية".
وتفرق حشد مؤلف من ثلاثة آلاف شخص تحت وابل من الرصاص والغاز المسيل للدموع, حيث سقط عدد غير محدد من القتلى والجرحى.
وقدرت منظمة العفو الدولية عدد القتلى بالبلدة خلال الأسبوع المنصرم بـ55 على الأقل رغم تحدث سكان محليين عن مقتل مثلي هذا العدد حتى قبل الجمعة, بينما قال مسؤولو مستشفيات الخميس إن 37 شخصا على الأقل قتلوا عندما دمرت قوات الأمن مخيم محتجين مطالبين بالديمقراطية بمسجد يوم الأربعاء.
|
مدينة الصنمين شهدت صدامات دامية أمس (الجزيرة)
|
ونقلت رويترز عن إبراهيم، وهو محام في منتصف العمر في درعا قوله "حاجز الخوف انكسر، وهذه خطوة أولى على الطريق نحو إسقاط النظام". وأضاف "وصلنا لنقطة اللاعودة".
وفي بلدة
الصنمين التي تقع في نفس المنطقة الجنوبية لمدينة درعا، قال سكان محليون إن عشرين شخصا قتلوا عندما أطلق مسلحون النار على حشد خارج مبنى تستخدمه المخابرات العسكرية. وذكرت وكالة الأنباء السورية أن قوات الأمن قتلت مهاجمين مسلحين حاولوا اقتحام المبني في الصنمين.
وفي حماه بوسط البلاد, قال سكان إن متظاهرين تدفقوا على الشوارع عقب صلاة الجمعة وهتفوا بشعارات داعية إلى الحرية. وكان الأسد الأب قد أرسل قواته إلى حماة عام 1982 لسحق ما وصف بتمرد مسلح لحركة الإخوان المسلمين مما أسفر عن مقتل الآلاف.
إجراءات حكومية
في مقابل ذلك, قالت مصادر رسمية سورية لوكالة الأنباء الألمانية إن القيادة السورية تستعد لإصدار حزمة قرارات بينها تعديل وزاري يمس عددا من الوزراء وربما رئيس الحكومة, وفق تلك المصادر.
وذكرت المصادر أن من بين الأسماء التي جرى التداول في إقالتها وزير الإعلام محسن بلال، مشيرة إلى قرارات وشيكة تخص دور حزب البعث الحاكم في حياة السوريين.
في غضون ذلك, قال محام وحقوقي لرويترز إن السلطات السورية أطلقت سراح 260 سجينا معظمهم من الإسلاميين من سجن صيدنايا أمس الجمعة.
وذكر المحامي الذي طلب عدم نشر اسمه أن السجناء أكملوا ثلثي مدة عقوبتهم على الأقل ويحق لهم الإفراج "إلا أن السلطات نادرا ما كانت تمنحهم هذا الحق من قبل".
|
مفتي سوريا: ما حدث من إطلاق نار كان دفاعا عن النفس (الجزيرة)
|
رأي المفتي
من جهة ثانية, رأى مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسّون في مقابلة مع الجزيرة أن سوريا "وصلت إلى ما وصلت إليه مصر وتونس دون إراقة دماء".
وأضاف "سوريا تعيش فرحة ما بعدها فرحة دون صدامات وإراقة دماء، وسوريا لن تركع ولن تسفك دماء أبنائها". كما اعتبر أن ما حدث في درعا وغيرها أمر خارجي, قائلا "سنثبت خلال ساعات أن من أسال الدماء هم من الخارج".
وقال أيضا إن الشعب السوري كان أرقى مما تصور بعض من سماهم خطباء الفتنة, قائلا إنهم يسعون لتقسيم الوطن العربي. وأشار إلى معالجات حكومية مستمرة للأمر, وقال إن ما حدث من إطلاق نار كان دفاعا عن النفس.
الموقف الدولي
وعلى صعيد الموقف الدولي, حثت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الرئيس السوري
بشار الأسد على الامتناع عن العنف. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض الأميركي جاي كارني "ندين بقوة محاولات الحكومة السورية لقمع وترويع المتظاهرين".
كما اتصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هاتفيا بالأسد لحثه على ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس".
وقد تعهد الأسد الخميس بدراسة توسيع الحريات في مواجهة
المطالب بالحرية السياسية وإنهاء الفساد, ووعد أيضا بالنظر في إنهاء العمل بقانون الطوارئ المطبق منذ 1963 وعرض زيادة كبيرة في رواتب موظفي القطاع العام, ولكن المتظاهرين قالوا إنهم لا يصدقون هذه الوعود.
بدورها, رأت المجموعة الدولية للأزمات أن "سوريا تواجه ما سيصبح سريعا لحظة حاسمة لقيادتها حيث لا يوجد سوى خيارين أحدهما يتضمن مبادرة فورية ومحفوفة بالمخاطر بشكل حتمي ربما تقنع الشعب السوري بأن النظام مستعد للقيام بتغيير كبير, والآخر ينطوي على قمع متصاعد يتضمن كل الفرص لأن يؤدي إلى نهاية دامية ومخزية".