نظرية الكوسه

بسم الله الرحمن الرحيم.. ثم أنه يا أيها الذين كويسين





حدثنا عادل إمام عن سؤال سعيد صالح له أنه قال 'القرع لما استوى قال للخيار يا لوبية'

و قد تبعه في قوله ثلة من بني خيار مع تفاوت مقاصدهم في ذلك

لكن لما صار للقرعان دولة بعد سقوط خيارستان بتدبير من رأسهم قريع، قتلوا كل من قال بذلك المثل

فورى الناس عنهم بلفظ الكوسة بدل القرعة إتقاءا لشرهم..

و الكوسة نبات مر الطعم خبيث الرائحة ظهر أول الأمر في بلاد العرب

لكن لما رأوا منافعه لهم نشروه في بلاد العالمين كلها لينكأوا فيهم



و الكوسة عند المصريين هي 'الواسطة'، و قد إنتشرت بعدما أيقن الناس أن الرشوة أمر غير عملي و متجاوز حداثيا

و أصل التسمية يعود إلى عهد الفراعنة عندما كان أهل مصر يستوردون الكوسة من بلاد ما بين البسطارين

حيث أن عمال الحدود كانوا يقدمون التساهيل لدخولها و يفتحون لها الأبواب إستثناءا لسرعة فسادها إن بقيت مخزونة

فكان الناس إن رأوا حركمة غير عادية و تفتيح للأبواب بغير مناسبة أو وقت، سألوا الحرس عن السبب

فيكون الجواب أنه : كوسه كوسه



و لعل أن التكويس هو إحدى أكثر الظواهر المجتمعية انتشارا في العقد الأخير حتى أصبحت الكوسه وجبة إجبارية في الحياة

إذا أردت أن تنجح كوسة، أردت العمل كوسة، أردت الزواج كوسة، أردت قرض من البنك كوسة، حتى في الطوابير كوسة

في أحد طوابير طماطم ضل مواطن ينتظر دوره ليوم كامل قبل أن ينفجر صارخا 'حتى في الأوطة كوووسة يا ولاد الكلب ؟؟؟'

لقد أصبحنا نبحث لأنفسنا عن مُكوِس في كل أمر نقوم به لنتجنب الفشل الحتمي الذي يلحق كل رحلات اللاكوسة

النظام المجتمعي المتسلط يجعلنا أمام أمرين لا ثالث لهما، خيار الفشل أو كوسة النجاح



سايكولوجية الكوسة هاته إنعكست سلبا على تفكيرنا المريض حتى أصبحنا نفسر كل أمر لا نتقبله بأنه من باب كوسة

مرة واحد سألني لمادا نذبح الشياه في العيد و لا نذبح الزرافة؟!! قبل أن يفجأني بسر خطير مفاده أن الزرافات مقضياها كوسة

حتى لما فاز أفضل لاعب في العالم بجائزة أفضل لاعب في العالم إعتبر الجميع أن الأمر فيه كوسة و أخواتها

الخلاصة أن نظرية الكوسة المعكوسة رغم أنها نظرية محشية و كاملة الدسم إلا أنها غير قابلة للمضغ و عسيرة الهضم



أرى -والرأي رأيي طبعا- أن الحل الجدري لهذا المرض المجتمعي هو اللجوء إلى قانون ترشيد إستخدام الكوسة

فحتى لا تتحول نظرية الكوسة إلى شيء أشبه بنظرية المؤامرة يجب أن نضع خطط مدروسة للبث في قضايا الكوسة المعكوسة

فمن غير المعقول بل أنه لمن العبط أن يعمل الشخص بإجتهاد طيلة العام و عندما يثمر نجاحا نقول أن ثمره مجرد كوسة

و في ذلك قال أحد الكويسين 'نزرع القمح في سنين، تطلع الكوسة في ثواني'

و هو الشيء الذي يدفعنا للحديث عن علم الكواسة





علم الكواسة علم بديع، و اللفظ من الكويس إذا تكوس فهو أكوس

فعلها ثلاثي ممنوع من الصرف أصله من الكاف و الواو و السين و لا علاقة لها بالكوسة

أما كيف تكون كويسا فهو أمر بسيط، أنت كويس عندما تقرر أن تكون كذلك

و لا ضوابط أو معايير في الكواسة



هذا الأمر يعطي لمورينهو مثلا كامل الحق في أن يقول أن رونالدو هو أكوس لاعب في العالم

ثم يأتي رونالدو و يرد عليه تحيته في حشد أكبر بأن يقول أن مورينهو أكوس مدرب في التاريخ

كما يعطي الحق لمهايطي المنتديات أن يقولوا أن شنايدر أكوس من تشافي و ميليتو أكوس من ميسي

طبعا لا مجال هنا للسؤال عن سبب كون هذا أكوس من هذا.. هو كذلك لأنهم قرروا ذلك

أنا أقول أن جيفرن هو أكوس لاعب في المجرة



لكن عندما يتعلق الأمر بأفضل لاعب في العالم فهناك ضوابط بعيدة عن علم الكواسة و نظرية الكوسة

هي إسمها أفضل لاعب في العالم و ليس صاحب أفضل إنجازات، و منطقي أن يفوز بها حتى لاعب لم يحقق أي شيء

الجائزة إسمها أفضل لاعب في العالم لعام 2010 أي الأفضل في 12 شهر كاملا، و ليس في شهر المونديال فقط

و كلمة أفضل تحددها أشياء تم توكيلها -لحسن الحظ- لأشخاص لديهم نظرة أبعد من نظرة مرتادي المنتديات



أما الأمر الأكثر مدعاة للسخرية هو إتهام البعض ميسي و قبله برشلونة بأنهم من أصحاب الكوسة

و أشركوا في التهمة الفيفا مع أنهم يعلمون أن من يختار الأفضل هم كباتنة و مدربي منتخبات العالم كله عدى عن الصحفيين

يقولون ماذا فعل ميسي في كأس العالم؟ طيب و ماذا فعل مورينهو في كأس العالم ليكون هو أفضل مدرب ؟؟

و الواقع أن إحتجاجهم غل مصحوب بكوسة معكوسة من أثر رؤية ثلاثي برشلوني من أبناء المدرسة في منصة أفضل ثلاثة في العالم





الأمر ببساطة كالتالي :

أفضل ثلاث لاعبين في العالم هم أبناء مدرسة برشلونة، و أفضلهم ميسي

و لا يوجد أحد سيجبركم على شيء أنتم بين خيار القبول و فقوس الرفض و كوسة الإنتحار



و تعلموا كيف تزرعوا القمح في سنين بدل أن تنتظروا طلوع الكوسة في ثواني

فالخاسر في لعبة عض الأصابع هو فقط صاحب أقذر كف

ههههههههههههههههههههه بس ميسي افضل لاعب في العالم