سورة البقرة هي أطول سور القرآن الكريم.
وقيل : هي أول سورة نزلت في المدينة، إلا قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾«2:281» فإنها آخر آية نزلت من السماء، ونزلت يوم النحر في حجة الوداع بمنى ؛ وآيات الربا أيضا من أواخر ما نزل من القرآن. وهذه السورة فضلها عظيم وثوابها جسيم.
روي عن النواس بن سمعان في صحيح مسلم رقم 1912 :
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ». وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثَلاَثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ قَالَ «كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَأوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا»
عن أَبي مسعود الاَنصارِيِ قال: قال النبِي صلى الله عليه وسلم: "الآيتان من آخرِ سورة البقرة من قرأَ بهِما في ليلة كفتاه".
ويقال لها : فسطاط القرآن ؛ قاله خالد بن معدان. وذلك لعظمها وبهائها، وكثرة أحكامها ومواعظها. وتعلمها عمر بن الخطاب بفقهها وما تحتوي عليه في اثنتي عشرة سنة، وابنه عبد الله بن عمر في ثماني سنين كما تقدم.
وتحوي السورة على آية الكرسي التي تحتل الرقم 255، وهي آية يحفظها العديد من المسلمين ويعدون أن لها شأنا عظيما. عن أَبى هريرة قال: "وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأَتاني آت فجعل يحثو من الطعامِ فأَخذته فقلت لأَرفعنك إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقص الحديث فقال إِذا أَويت إِلى فراشك فاقرأ آية الكرسيِ لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبِح وقال النبِي صلى الله عليه وسلم صدقك وهو كذوب ذاك شيطان".
وسميت سورة البقرة بهذا الاسم لأنها تحتوي على قصة البقرة وبنى إسرائيل في عهد نبى الله موسى في الآيات من 67 إلى الآية 73.
السورة اشتملت على ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر.
عدد الآيات (286) آية في المصحف المكتوب والمطبوع والمضبوط (مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد لطباعة المصحف الشربف) على ما يوافق رواية حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدى الكوفى.
عدد الآيات (285) آية في المصحف المكتوب والمطبوع والمضبوط (مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد لطباعة المصحف الشربف) على ما يوافق رواية أبى سعيد عثمان بن سعيد المصري الملقب بورش.
وجاءت تلك الفروق من أن قراءة "حفص" رقمت حروف فواتح الصور برقم الآية (1) مثال (ألم) في البقرة و(ألمص) في سورة الأعراف وغيرها من تلك الحروف في بدايات الآيات، أما قراءة "ورش" فلم ترقم تلك الحروف كآية مستقلة وأدمجتها في الآية التي تليها.