ليت الهوى طفل
لا تَنثُري الدمعَ يا أخْتَ الرشا هَيَفا
يكفي فؤادي منْ سُعداهُ ما نَزَفا
ما إنْ هَمَمْتُ بذاك الجُرحِ أَرْتُقُهُ
حتّى خَطَرْتِ فكنتِ الهَمَّ والهَدَفا
كُفّي الدُموعَ فلي طرفٌ بُليتُ بِهِ
يكفي مَدامعَ أهلِ العشقِ إنْ ذَرَفا
إنّي وَقَفْتُ لأهلِ العشقِ دامعةً
فلْيَسْتَريحوا أنا مَنْ يَحمِلُ الشَرَفا
لو يُجْمَعُ الوجْدُ في قلبٍ لأجمَعُهُ
قلبي سيحمِلُ هذا الشوقَ والشَغَفا
إنّي فَدَيْتُكِ يا أُختَ الهوى فَدَعي
عِبْءَ الغرامِ لقلبٍ صارَ مُحْتَرِفا
لا يُونِقُ الحُبُّ إلاّ أنْ نُروِّيَهُ
ماءَ العُيونِ وأنْ نَقْضي بِهِ كَلَفا
كالنَبْتِ يُخْصِبُ إنْ يُسقى وإن بخِلتْ
كفُّ المغيثِ فقد أضحى الجَنى أسَفا
إنَّ الغَرامَ سماءٌ دونَها سُحُبٌ
فيها الحياةُ لقلبٍ رفي الهوى نَزَفا
أُختَ الغرامِ دعي الأحداقَ تُمرِعُهُ
ولْيَشْهَدِ الحُبُّ أنّا جُنْدَهُ الشُرَفا
ما أعذبَ العشقَ دمعاً ساخناً وجَوىً
طار الحنينُ بِهِ واشْتاقَ فارْتَجَفا
أُختَ الغرامِ وما أحلى الهوى بِدَعاً
خَلْعُ العِـذارِ ومَسٌّ في الهوى وكَفى
ودِدْتُ أنَّ الهوى ضيفٌ نَبَشُّ لهُ
يوماً ، ونَهْجُرُهُ يوماً ، إذا انحرَفا
لكنَّهُ قَدَرٌ فينا .. أَنَرْفُضهُ ؟!
أمْ كيفَ يُخْفي الهوى مَن بالهوى عُرفا