أحاول في هذه (المحاولة الشعرية) أن أعبّر عن دهشتي و فرحتي من أحداث تونس الأخيرة
فأقول على بركة الله:
هرب الرئيس ولم أزل متردّدًا *** في أن أصدّق أنّني لا أحلم
ولطالما كان الرئيس مؤيّدًا *** بسكوتنا وبخوفنا يتنعّم
وكأنّ صمت الخائفين سلاحه *** وبه أغار على الذين تكلّموا
قسم البلاد على أقاربه ولم *** يترك لنا إلاّ العذاب يقسّم
منع الحجاب على النّساء منفّذًا *** أمر الذين أتوا به يتزعّم
ظلم العباد وخرّب البلد الذي *** ظلّت له أيد الشعوب ترمّم
ونفى وأعدم كلّ من قالوا كفى *** حتّى تكلّم في شوارعنا الدّم
فإذا بخوف النّاس أحرق نفسه *** ليقول للمستضعفين تقدّموا
فتقدّم المستضعفون بخطوةٍ *** نحو الكرامة دونما أن يعلم
إنّ الكرامة لاتباع وتشترى *** إلّا بملحمة الدماء تقدّم
سفكت دماء الثائرين فأقسموا *** أن لا رجوع إلى الوراء وصمّموا
خرج الرئيس إلى الشعوب مخاطبًا *** في حسرةٍ وخطابه يتلعثم
وبدا كأنّ رئيسنا متؤسفٌ *** (إنّي فهمتكمُ) يقول ويزعم
فأجابه الشعب العظيم مرددًا *** إرحل فإنّك يافهيم ستندم
وسيشهد التاريخ أنّك ظالمٌ *** وستشهد الأيّام أنّك مجرم
فتحقّق الحلم العظيم وليتني *** أستوعب الحلم العضيم وأفهم
هرب الرئيس ولم أزل متردّدًا *** في أن أصدّق أنّني لا أحلم